دور المملكة العربية السعودية في مكافحة فيروس كورونا المستجد

بقلم: آصف تنوير التيمي / تعريب: محمد هاشم بشير التيمي

يونيو 14, 2020

ولا يخفى على أحد أن العالم كله مضطرب، ومضطر أمام تفشي جائحة كورونا المستمرة (كوفيد_ 19)، وأنها زلزلت أساس الاقتصاد العالمي، وهددت الحياة الطبيعية العادية، وتسببت حظر التجول والحجر الصحي، وعلقت الرحلات الجوية والبحرية والبرية العامة للجمهور، وأوقفت الأعمال والوظائف المهنية، وأبطلت الشواغل والصوارف اليومية، وأكسدت التجارة في السوق العالمي تامة، إلا بعض الطوارئ من الأعمال والفحوصات الطبية والمعونات الغذائية، وأوقعت جميع دول العالم في الأزمات الصعبة والحالة الاضطرارية، وإن كانت هذه الدول متقدمة ومحكمة اقتصاديا وعسكريا  وتكنولوجيا.

ولا أبالغ فيما أقول: إن الدول المتقدمة أشد قلقا واضطرابا بالنسبة للدول المتخلفة، كما تشاهد أيها القارئ الكريم اضطراب أمريكا والصين وأسبانيا وروسيا، ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد فقط، بل امتدت آثار هذه الجائحة أيضا في الدول الخليجية مذ عدة أشهر، فتأثرت المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين ودولة قطر، واليمن، و سلطنة عمان ودولة الكويت بهذه الجائحة، وهذه الدول كلها تحاول محاولة مكثفة للنجاة والسلامة منها.

ولدينا إلمام تام بظروف الهند وباكستان ودولة نيبال وأحوال الدول المجاورة الأخرى ومحاولاتهم في محاربة انتشار كورونا، هناك أساليب شتى وصور متعددة لمكافحة كورونا، وجهود الجميع ومساعيهم مشكورة، إلا أن هناك قد توجد بعض التساهلات والتقصيرات، لكنها جديرة بالعفو والصفح؛ لأن الأمر ليس يسيرا وسهلا، كما يعتقد بعض الناس.

 إن الجهود البشرية ليس فيها الكمال والعصمة، بل فيها العجز والنقص، وأنها دائماً تحتاج إلى التغيير والتعديل والزيادة والنقصان والحذف والإضافة، وقد استفدنا من كورونا الجديد أمورا كثيرة، على سبيل المثال: الصبر والتجلد، وتقدير الوقت، والالتزام بالصحة والعافية، والأخذ بالحيطة، والعناية الخاصة بإنشاء المستتشفيات وتنظيم أمورها، وتسخير دخل البلاد الكبير الهائل للرعاية الصحية، كل هذه الأمور أخذناها من هذه الجائحة، ونكون من السفهاء والجهلاء إذا لم نتعظ ونعتبر بها.

وإن من الدول التي ساهمت في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وفي سبيل وقاية البشرية من الوقوع فيها، وقدمت كل غال ورخيص ونفس ونفيس المملكة العربية السعودية، ففي اليوم  التاسع من شهر مارس لعام 2020 كان العالم كله يمر بالأوضاع المتأزمة وأحرج الساعات وأحلك الأوقات، في مثل هذه الظروف الطارئة القاسية قدمت المملكة العربية السعودية هديةً لمنظمة الصحة العالمية بشكل مائة ألف دولار أمريكي لتجهيز القرص واللقاح ولإنقاذ البشرية من هذه الجائحة، وفي نهاية مارس أيضًا بادرت المملكة العربية السعودية مبادرة طيبة فريدة بقيادتها الرشيدة بعقد المؤتمر العالمي لمجموعة العشرين ضد انتشار جائحة فيروس كورونا.

وقدمت الحلول والاقتراحات أيضًا للوقاية من الأزمات الاقتصادية بالتعاون مع المنظمات الصحية العالمية، وأعلنت المملكة عن إيقاف الحرب بينها وبين اليمن التي كانت مستمرة منذ سنين، تحقيقاً لمجرد الأخوة الإنسانية، مع أن الحوثيين الباغيين لم يبالوا بهذه الهدنة أيما مبالاة بل خالفوها ونقضوها أكثر من مائة مرة، ولم تصبر المملكة على هذه المخالفة فحسب، بل قدمت إلى اليمنيين خمس وعشرين مليونا دولار أمريكي لمكافحة كورونا، وما قدمت إلى أمريكا من خير ودعم لتحقيق صالح البشرية وخيريتها علاوةً على ذلك، وأيضًا وعد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان_ حفظهما الله وأدام توفيقهما لكل خير _ بعقد المؤتمر الكبير العالمي بالتعاون مع أمريكا في هذا الشهر يونيو، من أهدافه الرئيسية توفير  المعونات المادية والتسهيلات الغذائية والطبية، وتحقيق التوعية واليقظة بين الشعب اليمني تجاه الوقاية من فيروس كورونا.

وقدمت المؤسسات الخيرية من المملكة المأكولات و المشروبات والحاجيات البشرية الأخرى إلى مئآت من دول العالم، غايتها الوحيدة تحقيق الأخوة الإنسانية وتعزيز الألفة والمحبة وتوثيق العلاقات الدولية بين بلدان العالم، ليتما تتعاون دول العالم الأخرى في هذه الظروف الطارئة وفي مثل هذه الأزمات الراهنة، ويتحقق التعاون المستمر والوحدة التامة لا سيما بين البلدان المجاورة مثلا بين الهند وباكستان ونيبال، وتسود العلاقات الطيبة والروابط الودية لتعميم الفائدة بين الشعوب.

ومن المعلوم أن ثمرات الخدمات وبركات الجهود المبذولة لخدمة الإنسانية لا تذهب سدى، وأروع الأمثلة لذلك المملكة العربية السعودية، مع أنها ليست متقدمة في التقنيات عالية الجودة بالنسبة إلى الدول المتقدمة الأخرى في العالم، لكنها حققت الفوز والنجاح إلى حد ما في الوقاية من هذه الجائحة_ بعون الله وتوفيقه_ ولم تميز في سبيلها بين المقيم والمواطن، فخدمات المملكة وجهودها في هذا الصدد جديرة بالذكر والشكر.

هذه هي الأخوة الإنسانية فما أحوج العالم اليوم إليها! وليعتبر ويتعظ بهذه الأعمال الإنسانية الإغاثية الجليلة للمملكة العربية السعودية الذين يسبونها ويشتمونها ويتهمونها بالافترءات ويدعون عليها بالزوال والانهيار والانهدام ليلاً ونهاراً بناءً على التعصب المذهبي.

وهذه حقيقة مرة لا تجحد ولا تنكر أن العالم إذا طرأ فيه أي طارئ أو نزلت جائحة فتكون المملكة في أول القائمة لإنقاذ البشرية من الطوارئ، وتمد يد العون والمساعدة، وتقدم جميع التسهيلات الطبية والغذائية، بناءً  على هذه الأعمال الخيرية والخدمات الإغاثية الإنسانية فتح الله على المملكة الخيرات والبركات من السماء والأرض، وهناك تسود الأخلاق الفاضلة والقيم الحضارية العليا، والأعمال الإنسانية، والتدين والألفة والمحبة، وتتوفر الأموال الهائلة والثروات الضخمة، والبترول والمعادن، و أيضًا أسبغ الله على المملكة العربية السعودية نعمه ظاهرة وباطنة لا تعد ولا تحصى، ومن أعظم نعمها نعمة الأمن والأمان، والعلاقات الودية والروابط الطيبة بين الشعب والحكومة، والثقة الغالية بينها؛ لأجل ذلك كله تحقق المملكة قفزات هائلة نحو الرقي والازدهار والرخاء والنماء، وتسمى دولة التوحيد و مملكة الإنسانية.

بمشيئة الله عز وجل سينتهي انتشار جائحة كورونا في المملكة وتزول آثارها بسرعة هائلة، وتتوفر جميع التسهيلات تدريجياً، ويعيش شعب المملكة بكل رغد وأمن وأمان وحركة ونشاط، وفتحت مساجد المملكة كلها غير مساجد مكة مع الإجراءات الاحترازية واتخاذ التدابير الوقائية، ولله الحمد على ذلك.

وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى وهو خير مسؤول وأكرم مأمول  أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان لكل خير، ولمزيد من الخدمات الإنسانية والأعمال الإغاثية والمشاريع الخيرية في جميع أرجاء المعمورة، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على المملكة العربية السعودية، ويحفظها من كل شر وفساد، ويحرسها من كل سوء ومكروه، ومن جميع كيد الكائدين وحسد الحاسدين ومكر الماكرين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تعليقك

رئيس التحرير

مدير التحرير

عنوان المكتب:

  • رقم التسجيل في وزارة الأعلام: ٧٧١
  • news.carekhabar@gmail.com
    بشال نجر كتمندو نيبال
Flag Counter