الضمير الميت

محمد شاهد يار محمد السنابلي

سبتمبر 10, 2020

ببالغ الحزن والأسى وشديد الأسف والأذى تلقينا نحن معشر المسلمين نبأ موت ضمير المعتوه المدعو سلمان الندوي والذي أصابه منذ زمن سرطان الرفض والتشيع عافانا الله وإياكم منه. فلم يعد على قيد الحياة ولم يعد ينبض بما تنبض به الضمائر الحية النقية. حيث بدأ في دروسه ومحاضراته يتناول أصحاب رسول الله الذين اختارهم الله لصحبة نبيه من بين سائر البشر، و يقع في أعراضهم ويتكلم فيهم دون أخذ الحيطة والحذر، ويطلق عليهم من الكلمات والصفات ما لا يليق بمقامهم الرفيع، ضاربا كل الأصول الدينية والمبادئ العقدية عرض الحائط وعابرا كل الخطوط الحمراء. فنال يوما من كاتب الوحي وخال المؤمنين الأمير معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه واصفا إياه بأنه كان عاصيا باغيا طاغيا وتسببت خلافته في حرمان الآلاف المؤلفة من الدخول في الإسلام أي لو لا خلافته وما جرى فيها لدخلوا في دين الله أفواجا والعياذ بالله.

وقبل أيام عنون إحدى محاضراته بعنوان: “ماذا يقول القرآن عن المنافقين من الصحابة” ولم تمض أيام حتى فوجئنا بفاجعة أخرى وهي انتشار مقطع فيديو له يتطاول فيه بكل وقاحة ودناءة على الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه و يكيل له الافتراء والبهتان بأنه قد تعمد كتم مجموعة كبيرة من الأحاديث النبوية خوفا من السلطان وإرضاء له.(قطع الله لسانه وأخزاه في الدنيا قبل الآخرة).

وها هو اليوم يأتي بجديد من ترهاته وهفواته قائلا بلسانه ((أنا أقول بكل صراحة ووضوح: الحقائق واضحة كالشمس، إنني بفضل الله وتوفيقه أقوم بتلك المهمة التي سيقوم بها المهدي المنتظر، و لا يرى أحدكم في كلامي هذا عيبا ولا فخرا، أنا أقوم بتلك المهمة، وقد أكرمني الله بقبولي من أهل البيت. فأنا أعمل على تمهيد الطريق للمهدي الموعود))

وقد يقول قائل: أحسِنوا الظن به فإنه على منهج أهل السنة والجماعة، يحب النبي، ويحب أصحابه، وإن بدر منه ما بدر وظهر منه ظهر، كما أنه عالم يشار إليه بالبنان، و يحظى بشعبية كبيرة من داخل البلاد وخارجها. فنقول له: دع عنك هذا وذاك. بيننا وبينه هذه الدروس والخطب والمحاضرات التي انتقص فيها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومتى كان التطاول عليهم والانتقاص منهم من منهج أهل السنة والجماعة. ولنعلم جميعا أن الروائح الكريهة والمنتنة لا تخرج إلا من الجيفة والأجساد المتعفنة المتحللة.

نعم، وبما أنه أوتي من قوة في البيان وطلاقة في اللسان فإنه ينجح كثيرا في تمويه الحقائق وتكذيب اليراهين لدى السذج من الشباب وطلاب العلم الذين غلبوا على أمرهم وعطلوا عقولهم ولم يرزقوا الرسوخ والتمكن في العلم الشرعي. فيتبعون هذا الناعق ويمشون وراءه ويصفقون له على الباطل ويروجون أقاويله وأباطيله مما زاده جحودا واستكبارا وتماديا في غيه وضلاله .

ومع مرور الأيام يبدو أنه قد تغلغل هذا المرض في عروقه وأحشائه. وقد حاول أطباء الشريعة وعلماؤها المتخصصون علاجه وإرجاعه إلى سيرته الأولى بكل الطرق و الوسائل المتاحة لهم و بكل ما أوتوا من علم وتجربة إلا أن هذا المرض الخطير والداء الفتاك قد أعياهم فتركوا أمره وشأنه ورفعوا أكف الضراعة إلى الله سبحانه للدعاء له بالهداية والرجوع إلى طريق السداد والصواب قبل الممات.

إذا مات الضمير فليس يجدي
مع الإنسان إكثار الكلام
وليس بنافع فى القلب نصح
إذا أعمته أصناف السقام
________
محمد شاهد يار محمد السنابلي

تعليقك

رئيس التحرير

مدير التحرير

عنوان المكتب:

  • رقم التسجيل في وزارة الأعلام: ٧٧١
  • news.carekhabar@gmail.com
    بشال نجر كتمندو نيبال
Flag Counter